يوم الاثنين الموافق 23 سبتمبر 2014 م نحتفل بالذكرى الرابعة والثمانون لليوم الوطني للمملكة العربية السعودية وهو في غرة الميزان حيث تأسست المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمة الله-ويسرني في هذه المناسبة العظيمة أن أقدم التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وولي عهده الأمير سلمان بن عبدالعزيز ووزير الدفاع وإلى ولي ولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز والعائلة المالكة كما أقدم التهنئة الصادقة إلى الشعب السعودي وأقول له نريد أن نجعل من هذا اليوم كذكرى ومحاسبة لأنفسنا ونقف لحظات لنسألها بصدق وتجرد ما الذي فعله الأجداد بالأمس؟! وما الذي ينبغي علينا أن نفعله كأبناء اليوم لهذا الوطن ؟! الذي ما بخل علينا بشيء وجعلنا مرفوعين الهامه ما بين الشعوب الأخرى وسبب ذلك بعد إرادة الله سبحانه حينما قاد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود- يرحمه الله- مع الأجداد ملحمة توحيد هذا الكيان العظيم الذي كان ممزقاً إلى كيانات صغيرة قبلية متفرقة ومتناحرة مع وجود الفقر والجوع والجهل وانعدام الأمن ولو تأملنا بعمق دلالات هذه الملحمة لوقفنا على عبقرية رائد التوحيد، وكيف أنه استطاع أن يؤسس نظام حكم قائم على مبادئ القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وهما لحمة تماسك المجتمع المسلم وذلك حينما وضع أجدادنا أيديهم بيد الملك عبدالعزيز وتمكنوا من تجاوز الأطر القبلية والمصالح الشخصية الضيقة وأسهموا في أكبر ملحمة للتوحيد شهدها العالم العربي في ذلك الوقت وحتى وقتنا الحاضر، مما جعلنا كيان كبير يضم مساحة 80% من جزيرة العرب ثم بدأت بعد ذلك خطط التنمية من بعد استخراج البترول والذي يعتبر من دعائم النهضة حقيقية وذلك من خلال مشاريع التنمية والتحديث، والتي لا زلنا ننعم بها حتى الآن ونعيشها في كافة المجالات حتى غدت المملكة وفي زمن قياسي في مصاف الدول المتقدمة بل تتميز على كثير من الدول بقيمها الدينية وتراثها وحمايتها للعقيدة الإسلامية وتبنيها الإسلام منهجاً وأسلوب حياة وأصبحت من خلال ذلك لها مكانة كبيرة عند العرب والمسلمين، لوجود الحرمين الشريفين والتي جعلتهما الدولة من جل إهتمامها وبذلت كل غال ونفيس في إعمارهما وتوسعتهما بشكل مذهل اراح الحجاج والزائرين مما منحنا بطاقة الدخول في قلب العصر، والتواجد الفاعل في الأحداث العالمية، مما جعل من السعودية لاعباً أساسي دينيا وسياسيا وإقتصاديا له ثقل ليس على مستوى المنطقة فحسب بل على المسرح الدولي، ورقماً صعباً لا يمكن تجاوزه في السلم والحرب والذي ينبغي على الشباب عمله لهذا الوطن هو عدم الإنسياق للمحرضين في الداخل أو الخارج أو الانخداع بالفكر التكفيري والانضمام إلى المنظمات والجماعات الإرهابية في بلاد الشام والعراق واليمن بحجة الجهاد وهو في الحقيقة من أجل العيث في الأرض فساداً وسفك الدماء البريئة والمسلمة وإزهاق الأرواح ونشر الرعب والإرهاب بإسم الإسلام والدين منهم ومن افعالهم براء فشعيرة الجهاد إذا لم يأذن بها ولي الأمر فأنت أيها الشاب قد عصيت ولي الأمر وأسأت إلى دينك قبل أن تسيء لوطنك وهذا مع الأسف مخطط لاستخبارات دول أجنبية لإيجاد منظمات إرهابية تقاتل بعضها بعضا حتى يتم ضرب الإسلام وتشويه صورته ونشر الرعب والدمار وزعزعة الأمن في كل أرجاء الوطن العربي الكبير وذلك من أجل استنزاف خيراته وشبابه وجعلهم وقودا لهذه الحرب القذرة ، وهدف هذه الدول هو صرف أنظار شبابنا عن دورهم الحقيقي تجاه دينهم ووطنهم ، لذلك على الشباب أن يعوا ويسهموا الإسهام الفاعل والإيجابي في كل ما من شأنه خدمة الدين والوطن ورفعته سواءٌ كان ذلك الإسهام علمياً أو عملياً أو فكرياً ، وكذلك العمل التطوعي والعمل الخيري في أي مجالٍ أو ميدان ؛ وهو أمرٌ يعود عليهم بالنفع والفائدة على المستوى الفردي والاجتماعي وأن يتم التصدي لكل أمر يترتب عليه الإخلال بأمن وسلامة الوطن ، والعمل على رد ذلك بمختلف الوسائل والإمكانات الممكنة والمُتاحة وأن يتم الدفاع عن الوطن عند الحاجة إلى ذلك ، فالوطن يحتاج منا إلى تقديم كل واحد منا بأفضل ماعنده وكلن على حسب مقدرته وخاصة أن المنطقة تمر في فوضى وفتن فلنفطن لذلك ، حتى لا قدر الله ، لا نفقد الأمن كما هو الحادث في بعض دول المنطقة.
سلمان محمد البحيري