لا تستهن بالشفاء الذي يمنحك إياه البوح، إنه يشعرك بالتعافي وإخراج مابك من مشاعر مؤلمة على الورق، إنه القوةَ الخارقةَ التي يمنحُنا إيّاها البوحُ، فليس شرطاً بأن نبوح بالقلم على الورق، ولكن نحن أيضاً نبوح لأعز أصدقائنا، هل اختبرت التعافيَ ينسابُ داخلكَ عندما فضفضت بالكلماتِ من جوفكَ.؟! ربما نعاني من حزن أو نحمل هماً أو ربما ما يواجهنا من مصاعب ، لذلك نحن نبوح لإنها فطرة إنسانية قد جبلنا عليها، نحن نبوح أيضاً بأحلامنا وشغفنا وأفكارنا وعلمنا وشعورنا وليس آلامنا فقط، نتشارك بها مع من نحب لإنه يهتم لأمرنا ونحن نهتم لأمره فنحن نعرف حقيقة من يحبنا عندما نبوح له حينما يلاحظ علينا تغيرات في عيوننا أو في نبرة صوتنا فنتشارك بأشيائنا الموجودة بداخلنا مع من نحب، فإذا كان لديك أحد يأبه لأمرك فبح له وانظر هل سيربت على كتفك ويقول أنا معك، أو يقول لك هذا شيء لا يخصني وعندها تعرف قيمتك عنده ،وأحسن بوح هو أن نفضفض ونبوح بسجدة ودعاء لله فهو لن يخذلنا ولن يتكبر علينا أو يبخل علينا أو يمن علينا.
سلمان محمد البحيري