تطوير الذات

إن إستكشافك للجوهرة التي بداخلك، هو أشق في العناء من البحث عن الذهب والأحجار الكريمة في باطن الأرض وعمق الجبال، فإن اكتشاف الذات أمر يحتاج إلى تأمل وعمل و جهد ومثابرة وتعلم وقراءة لما بداخلك و بصيرة و وقت وصبر وحلم وأناة وعدم استعجال للنتائج وذلك من خلال الفكر والبحث والعمل والقيام بالتجارب ثم تكتشف شغفك وتطوره، حينها تشعر بالمتعة …

الحياة أشبهها بالكيمياء لابد أن يكون بها تفاعل ، فحينما ينبع الجمال الروحي بداخلك نتيجة لإيمانك بالله وثقتك بنفسك و لوعيك، وتفيض بشيء منه على غيرك فإن ذلك  يجعلك في نظر الآخرين جميلاً وحتى لو كنت لست وسيماً،وحينما يكون لديك شغف في الرسم أو النحت أو الكتابة أو بإتقان بعض المشغولات اليدوية في المهن الحرفية أو تعزف أو تغني أو …

بسبب رتم الحياة السريع ،صار غالبيتنا يفتقد الاستمتاع في الحياة ،فأصبحنا نريد بأن نعمل كل شيء بأنفسنا بسرعة،وعلى أكمل وجه ونستعجل النتائج ونريدها بأن تكون سريعة و ناجحة، ونريد بأن نحصل على كل شيء نريده وأن تكون الحياة والآخرين على هوانا وينتج عن ذلك خلل ،فالسموات والأراضين السبع قد خلقها الله في ستة أيام وهو قادر على أن يخلقها بلحظة …

الإنسان في الوقت العصيب، يحتاج إلى عزلة ولوقفة بينه وبين ربه ثم مع نفسه،لكي يتوقف فيها عقله عن طرح الأسئلة عما قد حدث،والتفكير في واقعه المرير حتى لايقهره المرض وتخنقه الكآبة ويستسلم لليأس والحزن،فحينما تخذل من قريب أو تصدم في حبيب أو تفقد عزيزاً عليك، أو تكون مريضاً ،أو تفشل في تحقيق حلم، فلا تحزن وتلم نفسك ولكن ارفق بها …

  حينما تحصر حياتك في التفكير داخل إطار الصندوق فقط، سترى نفسك مقيداً بالأنظمة والقوانين والعادات والتقاليد، وسترى أنك قد جعلت حياتك تسير في نسق معين وروتين ممل ورتيب، باهتة خالية من الجديد الإبداع؛ لأنها من دون فكرة أو أفكار جديدة، وستصبح حياتك تقليدية. ما أود أن أشير إليه هو ألا تقمع أفكارك الجديدة والجيدة خوفاً من المجتمع، كما لا يمنع …

الغاية الكبرى من وجودنا في هذه الحياة هو محبة الله ثم العلم و العمل لأجل أن نعرفه أكثر، فإذا كان نجاحك بعيداً عن بوصلة الهدف الأسمى الذي خلقت من أجله فبئساً لهذ النجاح، وإذا كان علمك لايوصلك إلى معرفة الله وحبه فبئساً لهذا العلم ، وإذا كان منصبك لايوصلك إلى هذا الحب فبئساً لهذ المنصب وإذا كان حبك لشخص لايوصلك …

في مرحلة ما من مراحل حياتنا، نشعر أحياناً بأننا تائهون في الحياة وندور في دوامة و نعيش حياتنا في روتين ممل خالية من العمق والمعنى، بدون أن ندرك ماذا نريد وماهو هدفنا أو حلمنا الذي نعيش لأجل تحقيقه، حتى تمر بنا شدة من شدائد الدنيا فنصحو، أو نتعرض لصدمة أو خذلان من قبل الذين أحببناهم أو حينما يرحلون من حياتنا …

لأجل راحه بالك، تحلى بالكرامة واعتزل ما يؤذيك، قد تكون الوحدة مؤلمة وستكون دموع الفقد حارقة،لكنها اجمل بكثيرٍ من الذين يذكرونك فقط وقت فراغهم، أو ينافقونك في وجهك بينما هم يطعنونك في الخلف وأنت لاتعلم، فكر في نفسك أكثر من الآخرين،فأثمن هدية تقدمها لنفسك هي عزة النفس وراحة البال وأن تتجاهل مايغيظك وما يزعجك وهذا في حد ذاته شفاء لك …

عندما تحمل في داخلك مشاعر سلبية من الحنق والكراهية والغضب والحقد والحسد و تركز في خصومتك على كيف تنتقم من الآخر، أو يشغل تفكيرك خسارتك المالية أو كثرة التفكير في فقرك ،فإن هذه الطاقات السلبية ستزيد وتصبح هي السمة الغالبة عليك وتتسع في حياتك ويكون ألمها موجعاً، ولكن أفعل من الأسباب لتحسين وضعك المالي وتوكل على الله وعش بطمأنينة ورضا …

إن الكلمات الطيبة مع الإبتسامة الجميلة والأفعال الطيبة، تعطي الشخص الواهب نفسه ولمن حوله الطاقات الإيجابية ، فهي تبعث ذبذبات مؤثرة ليست فقط على من نقابلهم ،ولكن يمتد تأثيرها إلى الوجود فتلك الذبذبات تستقر على الجمادات والكائنات فتشهد لك يوم الحساب،لذلك كان الله سبحانه يجزي على الكلمة الطيبة والابتسامة والأفعال الطيبة بالأجر العظيم، لذلك قال الله سبحانه ” ومن أحياها …